تحميل...
يُفضَل استخدام السمّاعات
كيف يمكن حماية الأفراد وأسرهم من تلك المخاطر وتحصينهم ضدّ الفقر طيلة حياتهم؟
الحماية الاجتماعية حق من حقوق الإنسان، تضمن للجميع الحصول على الرعاية الصحية وتأمين الدخل. وتمدّك، كما أسرتك، بالمعونة اللازمة عندما تكون مريضاً أو عاطلاً عن العمل أو مصاباً أو عندما تكون المرأة حاملاً. وتقدّم الدعم لأسرتك إذا أصابك مكروه.
والأهمّ أنها تؤمّن لك راحة البال وتمنحك الأمل بمستقبل أفضل.
"لكلِّ شخص حقٌّ في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاه له ولأسرته، وخاصةً على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية، وله الحقُّ في ما يأمن به الغوائل في حالات البطالة أو المرض أو العجز أو الترمُّل أو الشيخوخة أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن إرادته والتي تفقده أسباب عيشه".
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، المادة 25 (1)
تتمثّل الحماية الاجتماعية بجملة سياسات وبرامج تهدف إلى الحدّ من مشاكل الفقر والضعف التي قد تعترض الإنسان في حياته، والتصدّي لها. وتضمن له الحصول على:
وفقاً إلى إحصاءات منظمة العمل الدولية، اليوم، يفتقر 4 مليار شخص في أنحاء العالم كله إلى الحماية الاجتماعية. لا ينعم إلاّ 29% من سكّان العالم بتغطية كافية من خلال الضمان الاجتماعي فيما يفتقر 55% منهم إلى أيّ شكل من أشكال التغطية على الإطلاق.
لا شيء يمنع توسيع نطاق الحماية الاجتماعية لتشمل الـ4 مليارات شخص المفتقِرين إليها في سائر أنحاء العالم. تسعى منظمة العمل الدولية جاهدةً إلى دعم الجهود التي تقوم بها البلدان من أجل استحداث نظم وطنية لتوفير الحماية الاجتماعية، أو تحسين النظم القائمة لديها.
من هنا أهمية المعايير والخبرات التي تتسلّح بها المنظمة من أجل إعطاء التوجيه اللازم للبلدان التي تضع خططها الوطنية لتوفير الحماية الاجتماعية.
لقد حققت البلدان تقدّماً يستحق كل التقدير، لكنّ مليارات الأشخاص لا يزالون يفتقرون إلى الحماية الاجتماعية اللازمة في سائر أنحاء العالم.
وفي ظلّ غيابها، يكون هؤلاء الأشخاص عرضةً لأهوال الفقر وانعدام المساواة والإقصاء الاجتماعي على امتداد مراحل حياتهم. لذلك يكمن الحلّ في توفير الحماية الاجتماعية للجميع.
لن نتوصّل إلى إحراز تقدّم هائل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للجميع ما لم تُترجَم طموحاتنا هذه على أرض الواقع.
الفصل التالي